المقالات

فخ ود مدني ومعارك محور الصحراء نهاية الجيش أم بداية الدعم السريع؟

فرانيس نيوز

فخ ود مدني ومعارك محور الصحراء نهاية الجيش أم بداية الدعم السريع؟ 

بابــكر القاســم 

المراقب لسير العمليات العسكرية في خضم الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش بسبب السلطة في السودان، يلاحظ ان أشياءً أو عواملاً قد تغيرت، وعلى ضوءها سيتغير شكل المشهد السياسي بناء على النتائج المكتسبة من التقدم الميداني لكل طرف.

منذ شروعه في تنفيذ الخطة <ب> ركب الجيش رأسه وتحرك نحو معاقل الدعم السريع كـ”هيلمانة” عبور الجسور في شكل مجموعات خفيفة تتسلل وتتصور وتعلن السيطرة المؤقتة على معلم بارز سواء كان ذلك في محور الخرطوم العربي أو بحري أو أم درمان.

السيطرة المؤقتة أو المزيفة لاتصمد لكونها مجازفة، لان التكتيك المقصود يأخذ البعد الإعلامي أكثر من كونه واقع عسكري.

كتبنا رأينا فيما يخص تحول القوات المشتركة للحركات المسلحة على رأسها حركتي مناوي وجبريل من موقع الحياد إلى صف الجيش وقلنا ذلك سوف يؤخر عملية تحرير الفرقة السادسة مشاة الفاشر،عام على الاقل، لسبب أن تلك الحركات يمكنها الدخول في حرب بشكل مباشر أكثر من فعل الجيش الأخضر القديم، لعوامل منها البيئة والنشأة وآلية التفكير لدى قادة وأفراد هذه الحركات، فضلا عن الدعم السخي الذي ستجده بل وجدته من الجيش والذي سيتوقع منها ان تكون أداة الاستنزاف الكبير للدعم السريع ماديا وبشريا.

شهد الربع الاخير من العام الماضي، تغيرات أشبه بالمفاجأة، خسارة الدعم السريع لجبل موية وبالتالي الإنسحاب من سنجة ومعظم ولاية سنار، تلى ذلك انسحاب الدعم السريع من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة بشكل أو لاسباب لايعلمها الا الله والملمون ببواطن هذه الخطة..

لم تشكل هذه المواقف لدى الدعم السريع ومناصريها أي تغيرات نفسية كانت أو عسكرية أو مواقف سياسية ، فهل ياترى ماهي حقيقة الأمر؟

انسحاب الدعم السريع من ود مدني في الاحتمال الأول ربما هو شرك “أم زريدو” فخ كبير والاحتمال الثاني أيضا فخ كبير واكبر نابع من إدراك قادة الدعم السريع بسيطرة الفصائل الجهادية للحركة الإسلامية على قرار الجيش ولكي ينكشف ذلك جليا تركتهم لكشف تلك الحقيقة والنوايا السيئة تجاه الشعب السوداني بأنفسهم، وهاقد رأى العالم تلك الحقيقة، قتل الأبرياء العزل، إهانة وإذلال الإنسانية، انتهاك الحرمات وصادف ذلك أو قاد لاتهامات للجيش السوداني بالتورط في استخدام أسلحة محرمة ضد الدعم السريع واعتراف البرهان بتوجيهه مباشرة لسلاح الجو باستهداف المنشآت والأعيان المدنية والمواطنين وهو يعلم جيدا أين ترتكز الدعم السريع؟

الأسوأ من ذلك تزامن هذه النكبات على الجيش المختطف مع فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ومعه آخرين من الحركة الإسلامية.

خسر الجيش في ود مدني أشياء لاتعوض دبلوماسية وعلاقات خارجية وإدانـة واسعة بسبب تصرف عناصره بهذا الشكل.

بينما هم منقمسون في وحل الجزيرة فقد سددت الدعم السريع الضربة القاضية للحركات المسلحة عبر متحرك (الطوفان)، يوم السبت،والذي يقوده الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو والحق بهم هزيمة ساحقة في محور الصحراء بشمال دارفور بمناطق (الحلف، دريشقي ،ماو ) وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

 واستلمت الدعم السريع عدد 205 عربة قتالية بكامل عتادها وكميات من الأسلحة والذخائر، وتدمير 67 مركبة، ومقتل المئات وسط انهيار تام في صفوف تلك الحركات بحسب بيان الدعم السريع.

ومابين يوم السبت ولغاية الاثنين تغيرت أشياء، أنباء تحدثت عن إصابة أهداف استراتيجية بالطائرات المسيرة والتي استهدفت مواقع حيوية الكهرباء في سنجة والشواك بالقضارف وسد مروي ومدينة مروي واخيرا وربما ليس آخرا كهرباء مدينة دنقلا حاضرة الولاية الشمالية والتي لم تتبناها الدعم السريع حتى الآن.

وفي منحى آخر يعزز ماسقناه أمهلت الدعم السريع، المسلحين بمدينة الفاشر 48 ساعة لوضع السلاح ومغادرة المواقع العسكرية والتسليم. 

وأضافت في بيان “نؤكد أنه وبانقضاء المهلة المحددة، لن نتهاون في التعامل بحسم رادع من كل المسلحين داخل المدينة”.

إذن الضربة التي وجهتها الدعم السريع لحركات مناوي وجبريل في شمال دارفور، ربما هي القشة التي ستقصم ظهر بعير الجيش وساسته، وهي كلمة السر أو مفتاح دخول الفاشر ومن ثم التحرير بالشكل والاسلوب المناسب حسب رؤية الدعم السريع. 

 نلاحظ في تلاطم أمواج هذا الصراع والتصعيد الشديد، هنالك عمل دؤوب لتشكيل حكومة موازية يسير على قدم وساق فهل اقتربنا من الحسم؟

أعني بالحسم الاقتراب من تفاوض جدي بجدة أو جنيف أم هزيمة الجيش. 

وبالتالي ستقود كل الطرق إلى روما السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى