الأخبار

مقتطفات من لقائنا مع الفريق أول حميدتي

د/ أسامة محمد جمعة داؤد

مقتطفات من لقائنا مع الفريق أول حميدتي 

د/ أسامة محمد جمعة داؤد

لن بوح بكل شيء ولن اكتم كل شئ عن مقابلتنا للأمير محمد حمدان دقلو بمنزله في جنوب الخرطوم في شهر سبتمر 2023 بعد خمسة أشهر من انطلاق الحرب.

أذكر ان بيته  كان مضاءً بالطاقة الشمسية فنزلنا إلى قاعة هادئة في الطابق الأرضي ولم نجد فيها إلا قطة طافت علينا ثم خرجت ، ولم تمض دقائق حتى دخل علينا الأمير نفسه وسلم علينا واحداً تلو الآخرة .

ربما كنت من القلائل الذين سمح لهم بمقابتله والاستماع إليه وقد أشاعت حكومة بورتسودان وقتها بين الناس موته وجندت أشخاصاً بارزين لنشر الخبر بين الناس عبر الوسائل الإعلامية وكادت هذه الاكذوبة أن تصدق بين الأشاوس.

وقد ابتدر الامير حديثه معنا بأنه منذ بدء الحرب لم يلتق بأي مكون قبلي أو سياسي وأنه مهتم بميادين القتال فقط وأما الأمور الأخري فهي مسؤولية المجلس الاستشاري.

ثم أتاح لنا الفرصة للحديث وكان  من بيننا إمام مسجد الشهيد وعميد كلية المجتمع بجامعة إفريقيا العالمية فتحدثا حديثاً رائعاً وأبديا وجهات نظرهما على مجريات الأمور بكل شفافية ورأيت رضاه وأسارير وجهه بادية وكان الحديث يدور حول إشكالية الشفشفة وطرق معالجتها.

وكنت قد أيقنت يومها أن الرجل على حق بعد أن سرد لنا تفاصيل فترة ما قبل الحرب حتى الساعة الأخيرة  ، وقد زادني يقيناً عندما أيده الله بمناصرة إمام مسجد الشهيد في الخرطوم وإمام مسجد النور بالخرطوم بحري وهما من أعرق وأكبر المساجد في الخرطوم وأهمهما لدى السلطان والدولة.

لقد عقٌب الأمير على كلمات الوفد واقتراحاته وأوصى بضم أعضاء الوفد المدنيين إلى المجلس الاستشاري للقائد وطالب الدكاترة والاساتذه من أعضاء الوفد بعدم حمل السلاح وتسخير امكانياتهم لخدمة الدعم السريع في مجالي الإعلام والتزكية الروحية للأشاوس في الميادين والارتكازات ، وقال أنه أبدى رايه بشأن الظواهر السالبة بأن تصاحب العقوبة المادية اعمال روحية ووعظ للمحتجز حتى لا يعود للجرم بعد الخروج من محبسه.

وعرفنا من خلال حديثة أنه لم يكتف بالطواف على الإرتكازات داخل الخرطوم كان أيضا يطوف على الأسواق  ، وكان يتألم من مظهر بعض تجار البوكو وهم يرتدون ذي الدعم السريع في ممارسة هذه الأعمال.

بالرغم من تنوع الوفد والآراء الجريئة التي أبداها المتحدثون لكنه تقبل الحديث بصدر رحب وأعلى من شأن الضيوف ولم يقلل من قيمتهم واستمع إليهم جيداً رغم مشاغله واستطاع بذكائة الاجتماعي أن يدرك كنههم ويستميلهم بحديثه الذي كان يخرج من اللسان إلى الأذن لقيمة الصدق التي تضمنها.

لقد انتهى الاجتماع ولم يتجاوز الوقت المحدد له  وعدنا لنعقد اجتماعاً آخر لتقييم اللقاء واقترحنا وسائل لتنفيذ توصيات الأمير بخصوص الاعلام والتزكية الروحية  وكان من نتاج هذا الاجتماع اكمال تأسيس مركز مراديس الإعلامي لتغطية انتصارات الأشاوس ورصد انتهاكات الجيش وتأسيس وانتخاب تجمع حفظة القران الكريم بالسودان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى