الأخبار

الجيش السوداني ومليشياته (مسيرة عامين من الانتهاكات)

د/ أسامة محمد جمعة داؤد

الجيش السوداني ومليشياته (مسيرة عامين من الانتهاكات)

د/ أسامة محمد جمعة داؤد

مدير دائرة الدراسات والبحوث بالمركز الأفريقي للديمقراطية والتنمية

مرت عامان من الدماء والدموع وذاكرة التاريخ تعج بالكثير من الجنايات الكبيرة التي اغترفها جيش البرهان ومليشياته العنصرية المؤدلجة بدءاً من حملات تجريم الحواضن ، وتكفير قوات الدعم السريع ، وتبرير القتل والانتقام وتشجيع المواطنين لأخذ الحق باليد والتعدى على مواطني الكنابي بالجزيرة وحرق منازلهم ومزارعهم وإبادة مواشي الدوامر العربية في اقليمي كردفان ودارفور وحرمان المواطنين في مواقع الدعم السريع من المساعدات الاغاثية والخدمات والانترنت والكهرباء والمياة والرواتب والاوراق الثبوتية والعملة الورقية والتعليم الجامعي والشهادة السودانية.

وفي هذين العامين أطلق البرهان العنان للتنظيمات الإرهابية المتطرفة ومنسوبيها في الجيش لممارسة التهديد والوعيد لمن يخالفهم من أبناء دارفور وقد استمعنا إلى فريق في الجيش السوداني يهدد بإبادة إقليم دارفور وسمعنا المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية المتحالفة مع الجيش يهدد بملاحقة سكان الكنابي في باطن الأرض.

وامتدت انتهاكات الجيش السوداني وملييشياته الممنهجة إلى اختطاف الشيوخ من الخلاوي والمعلمين من المدارس والاطباء من عياداتهم وتصفيتهم بناءً على تصنيفات قبلية وجهوية وقد تمت تصفية 50 مواطن على هذا الاساس في ام القرى ، وارتكبت مجزرة في حق طلاب ومشايخ الخلاوى بالرهد ومجزرة أخرى لعدد 26 من أبناء السلامات في جبل الأولياء بالاضافة إلى مجزرة العركيين ومجررة أبناء العريقات في الشقيق بولاية سنار ومجزرة طرة بولاية شمال دارفور ومجزرة كمبو طيبة بالجزيرة.

وتواترت الأنباء عن الإعتقالات التعسفية والمحاكمات المجحفة للآلاف من أبناء غرب السودان وعمليات التعذيب والتجويع الممنهج داخل مواقع الاحتجاز حتى الموت كما حدث لبعض اهل الكنابي وحفظة القران في ولاية الجزيرة.

لكن الجرم الأكبر الذي ارتكبه البرهان وحكومته هو فتحه منافذ البلاد للإرهابيين الوافدين والجهادين والدواعش أمثال أبو رعد السوري ، وداعشي كورنثيا الذي لوح بعلامات النصر بإلاضافة إلى استعانته بتنظيمات ارهابية داخلية لها علاقات بالنظام الإيراني امثال تنظيم البراء وتنظيم البرق الخاطف وتنظيم هيئة العمليات هذه التنظيمات العنصرية المتطرفة التي ولغت في دماء الأبرياء وباشرت عمليات الذبح الوحشية في حق أهل الكنابي في الجزيرة وذبحت إمراة وابناءها في دردوق وذبحت مدير التعليم في أم روابة ونشرت مقاطع عديدة من عمليات الذبح التي تقوم بها في وسائل التواصل الاجتماعي .

وتفننت هذه التنظيمات في ضروب القتل البربرية الوحشية فاستخدمت الدهس والشنق والحرق والرمي في البحر وبقر البطون والإعدام الميداني وتهشيم الرؤوس والخنق حتى الموت وكل هذه العمليات وثقتها أو تم توثيقها بقدرة قادر وشوهدت في وسائل التواصل الاجتماعي .

وقد ظهرت جرائم دخيلة على المجتمع السوداني بعد انسحاب قوات الدعم السريع  من الخرطوم مثل نزع الأعضاء البشرية للمتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع ، والاتجار بالأعضاء البشرية للأطفال كما حدث بمنطقة شرق النيل وارغام شباب من غرب السودان على الزحف عرايا في شارع الأسفلت واختطاف شباب مايو على متن ثلاجات الموت الكبيرة وتصفية الأدباء والأطباء وحفظة القران واستخدام السواطير في تكسير الرؤوس الآدمية.

وأشرف البرهان على الغارات الجوية الكيميائية التي استهدفت الكومة وادت إلى اجهاض أكثر من 100امراة وشوهت العديد من الأجنة كما اشرف على العديد من الغارات الكيمائية على منطقة شنغل طوباي وموارد المياة ومراعي الإبل في الدوامر العربية بدارفور واستخدم الصواريخ البالستية المحرمة في أكثر من مرة في مدينتي الضعين ونيالا

وقد أقرت سلطات البرهان بقتل جميع الاسري بولاية سنار ووثقت إعتقالها واحتجازها لعدد 2000 شاب من منطقة العذبة بحري ووثقت حملات المداهمة التي نفذتها بناءً على قانون الوجوه الغريبة في مواقع سيطرتها وقد أدرك كل العالم أسهامها مع القوات المشتركة في وضع مواطني زمزم دروعاً بشرية وتحويل سكناتهم إلى مناطق عسكرية.

وتعمد البرهان خلال العامين الماضين تدمير كل البنية التحتية والمرافق الاستراتيجية ومواقع الخدمات في اقليم دارفور بدوافع انتقامية عنصرية بلإضافة إلى تدمير العاصمة السودانية الخرطوم بشكل كامل، فقد تسبب طيرانه الحربي في تدمير عدة منشآت مهمة مثل مطار الخرطوم ، ومصفاة الجيلي ومحطات المياه والكهرباء ومقر الاذاعة والتلفزيون ، والقصر الجمهوري وكل الوزارات والبنوك والأبراج العالية وقاعة الصداقة بإلاضافة إلى جميع أسواق العاصمة مثل: السوق العربي وسوق سته وسوق سعد قشر والسوق المركزي والسوق الشعبي وعدد كبير من الجامعات في مقدمتها جامعة النيلين والسودان وأم درمان الاسلامية بالإضافة إلى تدمير جميع المصانع والمخازن في المناطق الصناعية في بحري والخرطوم وأم درمان وجميع ابراج الاتصالات ومحطات الكهرباء والاتصالات والجسور المهمة كجسر الحلفايا شمات بمحلية بحري.

ولنا عودة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى