العبور الكبير: د٠ حذيفة ابونوبة رئيس المجلس الأعلى لمستشاري القائد يشعل مشروع الدولة المدنية من قلب مناطق السيطرة (4————5)
بقلم: جمعة حراز

العبور الكبير: د٠ حذيفة ابونوبة رئيس المجلس الأعلى لمستشاري القائد يشعل مشروع الدولة المدنية من قلب مناطق السيطرة (4————5)
بقلم: جمعة حراز
سبدو.. زفة الأرض والعروبة والوفاء….
في قلب بحر العرب، تتوسد سِبْدُو المجد كما تتوسد الرمال ذكريات الغيث الأول. هي ليست مجرد قرية أو رقعة جغرافية، بل رمزٌ ضاربٌ في عمق التاريخ، موشومٌ بعروبةٍ نقية، ووفاءٍ متجذر في تراب الوطن. سبدو التي يسكنها العرب منذ مئات السنين، لم تكن يومًا على هامش الوطن، بل كانت في صميمه، نبضًا من نضاله، وعنوانًا من عناوين كرامته.
منذ فجر الاستقلال، كانت سِبْدُو محجًا للقادة ورموز السيادة الوطنية. زارها الزعيم إسماعيل الأزهري، فأحسّ فيها بنبض السودان الحقيقي. ثم تبعه الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حينما لبّى دعوة الشرف في احتفالية زفة سِبْدُو، فوقف خطيبًا مهيبًا، يشيد بكرم أهلها ونبل معدنهم. لم تكن تلك الزيارة بروتوكولية، بل إعلانًا أن هذه الأرض عربية الهوى، قومية الانتماء.
في عهد الرئيس جعفر محمد نميري، عادت سبدو للواجهة مرة أخرى، كمعبر مهمّ في خارطة السلام والتمازج القومي. ثم جاء عمر البشير ليؤكد من على منصة سِبْدُو أن “هذه الأرض لا يُسأل أهلها عن انتمائهم.. لأنهم هم أصل الانتماء”، فتعالت الزغاريد، ورفرفت الرايات،
واليوم، وفي أوج التحديات الوطنية، تأتي زيارة الدكتور حذيفة أبّونوبة ، رئيس المجلس الأعلى لمستشاري القائد ، لتؤكد أن سِبْدُو ما تزال في القلب، وأن إرثها الوطني لم ولن يُمحى. إنها زيارة بحمولة استراتيجية، تحمل رسائل قوية، مفادها أن سِبْدُو اليوم ليست فقط احتفاءً بالماضي، بل إعلان ولادة مرحلة جديدة من الوعي والسيادة والكرامة.
إنّ شعب، الذي قدم خيرة شبابه شهداء من أجل وحدة السودان، يستحق أن يُكرم لا أن يُقصى، أن تُمنح له حقوق المواطنة لا أن تُحجب عنه الأوراق الثبوتية. كيف يُمنع من الوثائق من سكن هذه الأرض منذ قرون؟ كيف يُنكر وجوده من حافظ على الحدود، وذاد عن العرض، وصان الشرف حينما حاول البعض دفنه في ركام الجهوية والإقصاء؟
وسط هذا المشهد، يظل القائد محمد حمدان دقلو أيقونة حقيقية في وجدان الشعب، رجلٌ حمل هموم الهامش في قلبه، وجعل من قضايا الكرامة والحرية منطلقًا لمشروعه الوطني. نحن اليوم لا نحتفل فقط بزيارة مستشاريه، بل نعلن من سِبْدُو أن هذه الأرض ستكون ردًّا صاعقًا في وجه كل المتخاذلين، ونصرًا جديدًا يُسطره أُشاوش الميدان، أبناء الحرية الذين لا يرضون بالضيم ولا يقبلون بالمهانة.
سبدو ستظل رمزًا للوفاء، عنوانًا للعروبة، ومنارةً لأجيال قادمة، تعرف أن التاريخ لا يُزيف، وأن من صبروا على الجمر سيكتبون فجر السودان القادم.
وستُزفُّ سِبْدُو دومًا.. في حضرة الوطن.