الأخبار

العبور الكبير: د. حذيفة ابونوبة رئيس المجلس الأعلى لمستشاري القائد يشعل مشروع الدولة المدنية من قلب مناطق السيطرة ( 2——–5)

بقلم: جمعة حراز 

العبور الكبير: د. حذيفة ابونوبة رئيس المجلس الأعلى لمستشاري القائد يشعل مشروع الدولة المدنية من قلب مناطق السيطرة ( 2——–5)

بقلم: جمعة حراز 

في توقيت بالغ الحساسية، وبين عتمة الواقع ومشاريع التمزيق والتهميش، بزغ نور جديد حمل الدكتور حذيفة أبونوبة – رئيس المجلس الأعلى لمستشاري قائد قوات الدعم السريع والمشرف العام على الإدارات المدنية – رسالة الدولة المدنية إلى قلب ولاية شرق دارفور، مؤسسًا لمرحلة جديدة من الوعي السياسي، والإدارة الرشيدة، والانتماء الوطني..

في مشهد مهيب جمعه مع قادة وأفراد الفرقة الرابعة من قوات الدعم السريع، أرسل الدكتور أبونوبة رسالة شكر ووفاء للأشاوش للشهداء والجرحي و الاسري..الذين يشكّلون الدرع الحامي لمشروع الدولة المدنية. لقد أكد اللقاء أن الدولة لا تُبنى فقط عبر القوانين والدساتير، بل بسواعد الشجعان الذين يسندون ظهرها في لحظات الشدة، ويكملون أدوار الإدارة بالحماية والانضباط والمسؤولية.

الزيارة لم تخلُ من تسليط الضوء على السياسات الممنهجة التي تُمارس ضد أبناء الهامش

أصبح ضروري تشكيل حكومة لتأسيس تحالف جديد لدولة جديدة وفق مبررات التالية…..

1. خطاب الكراهية والتحريض العرقي الذي تقوده نخب أصحاب الامتيازات والمصلحة، بهدف تشويه أبناء الهامش، ومنعهم من حقوق المواطنة الكاملة كحرمانهم من الجوازات والأوراق الثبوتية.

2. محاولات عزل البلاد اقتصاديًا من خلال طباعة عملة محدودة التداول في بعض مناطق الشمال، وهي خطوة تهدف لتقسيم الوطن وتحطيم وحدته النقدية والاقتصادية وعوة لتمهيد انفصال..

3. حرمان آلاف الطلاب من أبناء الهامش من امتحانات الشهادة الثانوية، وهو وجه آخر من أوجه الحرب النفسية والتعليمية ضد مستقبل المجتمعات المهمشة.

4. العلاقات الخارجية…العبث الممنهج بموارد السودان، عبر صفقات مريبة يتم فيها شراء الأراضي والثروات المعدنية من المستثمرين بأبخس الأثمان، ثم تُعاد صناعتها في شكل قنابل ومعدات حرب تُستخدم لقتل الشعب نفسه. إنها خيانة مزدوجة للوطن والإنسان.

5. احتكار التجارة الخارجية لنخبة ضيقة، رغم أن أكثر من 70% من موارد البلاد الزراعية والمعدنية تُنتج في مناطق سيطرة الدعم السريع. وقد شدد الدكتور أبونوبة على ضرورة فتح نوافذ اقتصادية مباشرة من الهامش إلى دول الجوار، لكسر قبضة المركز المتحكم، وتحقيق عدالة اقتصادية مستحقة.

لقد أعادت هذه الزيارة توجيه البوصلة الوطنية نحو الأولويات الحقيقية: المجتمع، والمؤسسة، والسيادة، والعدالة. الدولة المدنية ليست شعارًا مؤجلًا ولا وهمًا رومانسيًا، بل هي مشروع واقعي قيد التحقق، يتحرك بخطى ثابتة على الأرض، مدعومًا من القواعد الشعبية، ومحروسًا بسواعد الدعم السريع.

السودان لن يُبنى بالغلبة أو بالإقصاء، بل عبر الحوار، والتفاهم، وتكامل الأدوار، وبتحرير إرادته الاقتصادية من أيدي المستغلين. إنها معركة وجود، لا معركة سلطة، ومعركة وعي، لا مجرد صراع مسلح

ومن أصوات الهامش، تنطلق شرارة العبور الكبير نحو الدولة المدنية. دولة تسع الجميع، وتُحكم بالعدل، وتُبنى على دماء الشهداء وعرق المزارعين والجنود، لا على أوهام الامتياز العرقي أو السلطوي.

السودان قادم… من حيث ظنوا أنه لن ينهض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى