
الهجوم الإسرائيلي علي إيران: ضربة محدودة ام حربا مفتوحة!
🎯 عبدالرازق أنقابو،،،
. ١٦ يونيو ٢٠٢٥م
إن من التحديات التي تواجه أي عملية عسكرية في عالم تتقاطع فيه المصالح والاجندات، هي قابلية انفلاتها بأبعاد وتداعيات غير محسوبة، تهدد بفشل العملية العسكرية – برمتها، أو علي أقل تقدير، تؤخر تحقيق هدفها المزعوم او تربك سير خطها المرسوم! وهذا ما شهدنا في الحرب الروسية الأوكرانية والحرب السودانية الداخلية، المقدر أنها تكون بسقف زمني محدود، ولكنها اصبحت مفتوحة بلا حدود! وبما أن الكيان الإسرائيلي قد صار إستثناءا في تجاوزه لهذه التحديات، في حربه علي حركة حماس، بضمانة صمت كل أولئك المحتملين تدخلا لحماية الشعب الفلسطيني أو غيرهم، فإن السؤال الجوهري – هنها، وإسرائيل تشن هجوما واسعا (of high scale) علي إيران، هل أنها ضمنت أيضا، صمت المجتمع الدولي في حربها هذه، حتي لا تتفاجأ بانفلات أمر الحرب من يدها، بمستجدات وتطورات غير متوقعة عندها؟
ووقوفا علي حقيقة هذه الحرب المبتدرة إسرائيليا، من واقع التساؤل المطروح – عنوانا للمقال والمتضمن – سلفا، لذلك السؤال الجوهري – هي؛ *[أن إسرائيل لن تخوض حربا، حتي تضمن الحد الأدنى لتحقيق أهدافها فيها، مع ضمان عدم إنفلاتها من يدها]* لذا، فإن الإجابة المثالية علي ذلك التساؤل، تتطلب أولا تحديد طبيعة الهجمة الإسرائيلية علي إيران، عما إذا كانت هي إنتقاما مبيتا (deliberate retaliation)، علي ضربة المسيرات الإيرانية لها في أبريل ٢٠٢٤م، لينتهي أمرها “بضربة مقابل ضربة” دونما توسعها لحرب شاملة، أو أنها ضربات متحسب لكافة تداعياتها المحتملة، كأمر يستدعي الحصول – مسبقا، علي “الصمت الدولي المطلوب” لخوضها حربا تنهي بها المهدد النووي الإيراني لإسرائيل، وحسب!
واخذا بغياب ردة الفعل الإيرانية الفورية أثناء العدوان الإسرائيلي عليها، المتمثلة في عدم إطلاقها المضادات الأرضية مباشرة علي الطائرات الاسرائيلية المغيرة – سواءا كان ذلك، لدواع أمنية آنية أم لتعطيلات سايبرانية، فان محدودية الردع الإيراني وتأخره لأربع وعشرين ساعة، هو أشبه بغياب ردة الفعل الإسرائيلية علي ضربة ١٣-ابريل- ٢٠٢٤ الإيرانية لها بالمسيرات – دون مواصلة لها او تجدد، رغم تأخرها لعام كامل! عليه، فإن نجاح إسرائيل في تحييدها سلاح الجو الإيراني من المعركة – الآن، واضطرار ايران للاكتفاء بهجمات المسيرات والصواريخ الفرط-صوتية لليوم الثالث – يوحي لهذه اللحظة، ان الهجمة الإسرائيلية علي إيران مصممة لتكون – ضربة مقابل ضربة، ردا لاعتبار الشعب الإسرائيلي – سياسيا وعسكريا، وحسب! وهذا ما تعول عليه إسرائيل، تفاديا لتلك التداعيات المحتملة، بأنها تريدها حربا محدودة، لإزالة المهددات الأمنية الإيرانية عليها، حتي إشعار آخر!
لكن باعتبار تزامن هذه الضربات المتبادلة مع عودة نتنياهو، رئيسا لوزراء إسرائيل – المشابهة، لعودة فلاديمير بوتين مرة اخري لرئاسة روسيا، واشتراكهما في إتمام ما وعدا وتوعدا به أمام شعبيهما في حماية امن وسيادة اوطانهما، فان ما قام به بوتين بشنه حربا خاطفة علي أوكرانيا بحدود الأسبوع الواحد – ردا، لعظمة روسيا القيصرية ومكانتها العالمية التاريخية – قد كلفه حربا، لم يضع في حسبانه أنها ستتحول لحرب استنزاف مفتوحة، منذ فجر ٢٤ فبراير ٢٠٢٢م وإلي هذا اليوم! وبذات القدر، فإن ما قام به نتنياهو، تزامنا مع عودة ترامب – هي الأخري، رئيسا لأمريكا وراعيا حينها لصفقة القرن – المتعهدة في حقيقتها، بمحو المهددات الإقليمية للأمن القومي الإسرائيلي، وهو يبتدر الحرب علي إيران، بشنه أولا هجمات خاطفة – تكسيرا لأجنحتها، بسيناريو القضاء علي حركة حماس، وتتظيم حزب الله وانصار الله الحوثي، وقد كلفه ذلك حربا مفتوحة لهذا اليوم، فإن هجماته التي نفذها ضد إيران، منذ فجر الجمعة، ١٣ يونيو الجاري، وهو لم ينجح حتي في تكسير اجنحتها بشكل كامل، هي الأولي لتخلق حربا – تبقي، هي الأكثر إحتمالية في طول أمدها ووسع رقعتها، بالمنطقة ككل!
وبرغم المؤشرات الدالة علي جعل هذه المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، متحكم فيها بعامل زمني محدود، من خلال تلويح الرئيس ترامب المتزامن مع بدء الهجمة الإسرائيلية علي إيران، وهو يدعوها للحوار في ملف الاتفاق النووي، إلا أن مواصلة الهجمات الإيرانية علي إسرائيل – أيا يكن حجمها ومستوي دمارها، فهي تقول بعكس ذلك! عليه، فالسؤال الأكثر أهمية وإلحاحا – ههنا، هل ستتفاجأ إسرائيل، بأنها تورطت في حرب مفتوحة مع إيران، كما تورطت روسيا في أوكرانيا في حرب غير متحكم فيها لحد الآن، أم أنها ستجعلها حربا محسومة محدودة، كما فعلت أمريكا مع اليابان والعراق، من ذي قبل!
الآن، فإنه من المبكر جدا، الجزم بأن الهجوم الإسرائيلي علي إيران، هو مجرد ضربة محدودة – باعتبار، حجمها (٢٠٠ طائرة قاذفة) واتساع مساحتها واهدافها المنتقاة إستراتيجيا، أو أنه بداية لحرب مفتوحة – باعتبار، العوامل والتبعات الغير محسوبة فيها – من جهة، مقابل الالتزامات والتعهدات الأمنية المقطوع بتحقيقها – من جهة أخري! إلا انه في واقع الأمر، هناك تباين واختلاف رؤي بين امريكا وإسرائيل في خطة الحرب علي إيران! فامريكا تريدها حربا استكشافية خاطفة محدودة ضد ايران، بينما إسرائيل تنظر إليها خلافا لذلك، بمنظور خطة تحقيق الأهداف، الغير متقيدة بجدول زمني محدود! هذه المواقف المتباينة، هي ما تؤطر إتجاهات الحرب الإسرائيلية الإيرانية وأبعادها المحتملة، وفقا للآتي:
أولا- الحرب من وجهة نظر أمريكية:
دلالة هذا النظرة الأمريكية، تتمثل في تجديد دعوة الرئيس ترامب للقيادة الإيرانية بضرورة مواصلة الحوار في ملفها النووي، إلا أنها في واقع الأمر، تعود لفشل المخابرات الأمريكية في تحديد وتقييم مستوي التهديد النووي الإيراني، منذ ان تراجعت امريكا بالعام ٢٠١٥م، عن مواجهة ايران وتخلت عن ذلك تماما، ولذا فهي تريدها حربا استكشافية للكشف عن حقيقة البرنامج النووي الإيراني، من خلال “هوجة” ردات الفعل المحتملة – نوويا! إلا انها بدلا عن ذلك، فقد اختارت اخذ ايران بخديعة التفاوض معها لانجاز إتفاق نووي، تضمن به امريكا تحديد حجم ومستوي التهديد النووي الإيراني، ثم الإنقضاض عليها، تباعا! ذلك، عملا بما فعلت مع العراق، بنفس خديعة التفاوض التي تنازل بها الرئيس العراقي صدام عن برنامجه النووي وتحديد مواقعه للجنة التفتيش المعنية بذلك – كخضوع، لم يشفع له من الإنقضاض عليه!
ومن جهة أخري، بما أنه معلوم بالضرورة، أن إسرائيل لم تكن تقدم علي مهاجمة إيران تحديدا إلا بضوء أخضر من أمريكا، فإن الرضا الأمريكي عن ذلك، إنما لتستكشف به حقيقة وجود المهدد النووي الإيراني، من خلال تطورات الحرب ومستجداتها المحتملة – إيرانيا!
ثانيا- الحرب من وجهة النظر الإسرائيلية:
وحتي تتضح الرؤية حول هذه النظرة، فان المسلم به – اخذا، بموقف إسرائيل – نتنياهو، الصارم بدخول مرحلة تنفيذ مخطط القضاء علي المهددات الإسرائيلية الخارجية [العراق، سوريا، اليمن، ليبيا، السودان، ايران ومصر وربما باكستان] واحدة تلو الأخري، فإن إسرائيل، مصممة علي خوضها حربا مفتوحة، حتي الإنتهاء من آخر مهدد وجودي لها بالمنطقة، سواءا كان مصر، أو دولة باكستان – حتي! هذه النظرة هي ما تفسر – لماذا، هي الضربة إسرائيلية وليست أمريكية؟* – ذلك للآتي:
١- انخفاض مستوي العداوة الأمريكية لإيران، واعتدال النظرة الإيرانية دونما تهديد مباشر لامريكا ومصالحها بالمنطقة.
٢- زوال مستوي التهديد الإيراني لأمريكا، وبقاؤه وازدياده تجاه إسرائيل.
٣- حجم الوجود الأمريكي بالمنطقة – برا وبحرا، وقابلية الردع الإيراني من استهدافها بشكل كبير.
٤- الحروب الأمريكية الاخيرة تخوضها أمريكا علي تحالف دولي، ليس فقط لتقليل أو مشاركة الخسائر، إنما تفاديا للتورط الانفرادي في حروب غير مضمونة النتائج! – بينما؛
٥- إسرائيل لا تترد بل ليست بحاجة للحصول علي قرار اممي، لللتصدي لاي مهدد لها، بصورة انفرادية أو جماعية تحالفية!
٦- تجنب سيناريو تحول الحرب لحرب إستنزاف مفتوحة، وهي ما تتفادها امريكا.
٧- الدخول في مواجهة مع ايران مع تقصير المخابرات الأمريكية في تحديد مواقع البرنامج النووي الإيراني، تعتبر مغامرة، لا معني لها!
ثالثا – التداعيات المحتملة للحرب:
بما أن المخطط الإسرائيلي الخاص بالقضاء علي مهدداتها الأمنية، يسير وفقا لما رسم له، كما هو مشاهد منذ الحرب علي العراق، وإلحاقها بسيناريو ثورة ربيع عربي طالت كافة الدول المعنية بمهددات الأمن القومي الإسرائيلي، فإن الدولة الوحيدة التي استعصت علي فوضي الربيع العربي، هي جمهورية مصر العربية! وهذا ما يكلف إسرائيل تحديا حقيقيا في كيفية القضاء علي المهدد المصري لوجودها، أو أنها تسعي لترويضها – دولة مسالمة، تماما كما فعلت مع غيرها، بالعديد من دول المنطقة، هذا الترويض يأتى استجابة للوجه الآخر المعلوم عن صفقة القرن، المبشر بخلق واقع جديد بالمنطقة، وهو فرض قبول بني إسرائيل – للتعايش سلميا، بين شعوب المنطقة في ظل التبشير، بما يسمي بمعاهدة الديانة الإبراهيمية الجديدة! لكن بما أن التسويق لهكذا ديانة مستجدة، لم يشمل مصر بعد، وهي تعلم تماما أنها ستكون مستهدفة يوما ما بعدوان إسرائيلي قاصم، فإن القراءة المصرية الصحيحة للتوجهات الإسرائيلية بالمنطقة، تتطلب منها ومع غيرها من دول محتملة – أمثال؛ كوريا الشمالية، روسيا، تركيا، قطر والسودان، الوقوف مع إيران، وهو ما سيفاجئ إسرائيل من باب التداعيات المحتملة للحرب، بأنها ستواجه حربا مفتوحة، علي غرار الحرب الروسية – الأوكرانية!
رابعا – تاثيرات الدروس المستفادة:
اعتبار بما سبق من عبر في المخاطبة الاحادية الأمريكية للتحديات النووية بالشرق الأوسط وهي تستثني منها الكيان الإسرائيلي، فإن من الأخطاء التي سقطت فيها إيران كدولة علي أعتاب دخولها النادي النووي، هي إنها أولا؛ لم تتعظ من خطأ الرئيس العراقي صدام حسين وهو يركن لاتفاق نووي، لم ينجه ضربة اعادته مائة عام للوراء، ضمانة لاي مهددات عراقية للامن القومي الإسرائيلي! وثانيا؛ انها لم تستفد من الموقف الباكستاني الحازم، وهو يهدد باللجوء باستخدام القوة النووية – أولا، في كل مرة يستدرج فيها لمواجهة مع جارته الهند، نسبة لادراك باكستان وقراءتها الجيدة، بان الهدف من نشوب اي حرب بينها والهند أو مع غيرها، هو القضاء علي قدراتها النووية! وبالتالي فإن باكستان دائما ما تهدد بشكل قاطع، باللجوء إلي الخيار النووي – وبشكل جاد، إنما حماية لمقدراتها النووية، وحسب! وهنا، حتي تستفد إيران من هذه الدروس، فإنه لا يلزمها إلا الإعتراف بامتلاكها قدرات نووية، وتهدد مباشرة باستخدامها، حال مواصلة الهجمات الإسرائيلية عليها!
خامسا- اللجوء للخيار النووي المحتمل:
حينما وقف ذات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أمام منصة الجمعية العمومية في جلستها للعام ٢٠١٠م وهو يلوح برسمة بخط اليد للقنبلة النووية الإيرانية توضح أن المتبقي لبنائها سوي (١٠%)، مهذدا حينها علي الملأ، بأنه لن ينتظر حتي يكتمل إنجازها! الآن، مع مرور كل هذه السنوات من ذلك التهديد، فإن المدة كافية زمنا، لأن تجعل القنبلة النووية الإيرانية حقيقة ملموسة! وبعيدا عن اسباب تاخير هذه الهجمة المهدد بها منذ اكتوبر ٢٠١٠م، وما يترتب عليها حاليا، من لجوء محتمل للخيار النووي، فان دواعي المخرج المتوقع لتفادي تحول الحرب لحرب إستنزاف محتملة، تهد كلا طرفيها إسرائيل وايران معا، عبر خيار الحرب المفتوحة، هي ما تضطر احد طرفي الحرب، باللجوء لتنفيذ ضربة نووية تكتيكية علي الطرف الآخر، تماما كما فعلت امريكا ضد اليابان، وحسب! وبغض النظر عن روسيا واحتمالية لجوئها هي ايضا لهكذا خيار، فالسؤال الملح هنا، من من طرفي الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، هو الأكثر احتمالا، باللجوء للخيار النووي المحدود؟
أ – الطرف الإسرائيلي:
وهو يعتمد علي طبيعة الرد الإيراني، المستدرج لتحويل الحرب لحرب مفتوحة، وقد تمرست إيران حسب قدراتها وخبراتها علي خوض الحروب المفتوحة – لأبعد ما يكون! هذا السيناريو، هو ما سيخلق لإسرائيل مقاومة فلسطينية أخري من علي البعد، ربما تكلفها اكتر مما كلف روسيا وهي تواجه حرب استنزاف مفتوحة مع أوكرانيا! إلا أن إسرائيل ولطبيعة شعبها في حب الحياة، فإنه من المستبعد لجوئها للخيار النووي الأمريكي علي اليابان – اسكاتا لازعاجها، وانهاءا لمهدداتها! وعوضا عن ذلك، فإنها ستستمر في خوضها حربا تقليدية ضد ايران، بتوجيهها ضربات جوية وصاروخية، تستهدف البني التحتية والمواقع الإستراتيجية الإيرانية، مع التهديد بالردع النووي، حال تجرؤ إيران بتسديدها اي ضربة نووية لها!
ب – الطرف الإيراني:
ففي حال اكتشفت إيران ان الهجمة الإسرائيلية عليها، هي مجرد مناورة للضغط عليها لقبول المقترحات الأمريكية بشان الإتفاق النووي معها، فإنه من المتوقع، ألا تلجأ إيران لخيار الضربة النووية التكتيكية المحدودة، وعندها ستكتفي بالرد باستخدامها المسيرات وصواريخها البالستية المشحونة برؤوس تقليدية – لا غير! لكن في حال تاكدها التام، بان الهجمة الإسرائيلية هي مجرد إستدراج امريكي لإسرائيل، للقيام بمغامرة استكشافية لحقيقة برنامجها النووي، وانما هي ليست حربا بدافع رد الإعتبار لإسرائيل، مقابل هجومها بالمسيرات عليها بالعام الماضي، فإنه المحتمل جدا، أن تلجأ إيران حتي لا يتم القضاء علي بنيتها التحتية بالاستهداف المستمر عليها، بالقيام بتسديد ضربة نووية محدودة، مع التهديد بتوسيعها في حال حدوث اي ردع إسرائيلي نووي عليها!
# سادسا – الحرب والتبشير بالديانة الإبراهيمية:
أن ضرورة التبشير بالديانة الإبراهيمية، تاتي من باب مخاطبة التداعيات المحتملة للحرب، خاصة في استدعائها لأطراف أخري محتمل دخولها الحرب – بصورة مباشرة أو غير مباشرة! ولذا، فإن نجاح امريكا – ترامب، التوصل لأى هدنة في هذه الحرب تنتهي بابرام إتفاق حول البرنامح النووي الإيراني، يعد مكسبا وبيئة مؤاتية للتبليغ بالديانة الإبراهيمية ومقصدها المنشود! ومع تضاؤل فرص التوصل لإتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني، إلا أنه مع توقيع هدنة محتملة طويلة الأمد ما بين طرفي الحرب، فان جهود صفقة القرن، سيتم تجديدها تزامنا مع هكذا هدنة، لتشمل الدول المعنية بها، وعلي راسها جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية! نشير الي ان السودان وهو من اوائل الدول المعنية بتطبيقات صفقة القرن (تطبيعا وتطييعا)، فإنه من المؤمل – من هذا المنطلق، أن تعمل ذات امريكا – ترامب، علي وقف حربه الدائرة، لدخوله في دائرة الديانة الإبراهيمية، خاصة مع الدولة العلمانية، المتبناة بتحالف تأسيس السودان الجديد! علما بأن اي رفض محتمل لصفقة القرن، باي من طرفي الحرب السودانية، ستترتب عليه عواقب رادعة حاسمة!
*# الختام:*
الراجح ان تعمل مبادرة ترامب بالرجوع للتفاوض علي الملف النووي، بتهدئة الاوضاع، لكنها – عملا، بعامل الدرس المستفاد، تبقي هذه المبادرة مجرد خديعة – اخري، لاخذ إيران، كما أخذ العراق من قبل! وبالاستبعاد المحتمل ايرانيا لمبادرة ترامب، ومن خلال التوقعات المحتملة باللجوء لإستخدام القوة النووية في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الدائرة الآن، فإنها كخيار، تظل مستبعدة عند الكيان الإسرائيلي، لما لها من تبعات وعواقب، ربما تجر العالم باسره لحرب عالمية ثالثة، تظل فيها الخيارات النووية هي الأقرب إحتمالا لاستخدامها! عليه، يبقي السؤال – واردا، وقد تجشم الكيان الإسرائيلي حربا مع عدو متمرس علي الحروب طويلة الأمد، فهل بإمكان إسرائيل امتصاص ضربة نووية محدودة، دون الرد عليها: الإجابة ستكون إيجابا، بتدخل روسي سعودي أمريكي عاجل محتمل، يتكفل بتعويض إسرائيل من جهة، وينهي الحرب الروسية الأوكرانية من جهة أخري، وإلا، فليستعد الجميع، لدخول مرحلة التسويات الربانية، اسكاتا لسيل الدماء البريئة المراقة، منذ عمليات القتل باسم الحرب علي الإرهاب وفوضى الربيع العربي، المنتهية بما يجري ظلما الآن، بحق المواطن السودانى والفلسطيني، علي وجه الخصوص!