الوحشية والتوحش ضد ما تبقى من الشعب السوداني.
بقلم: شمس الهدى النوري
هذه الوحشية في الجرائم التي يتعرض لها الشعب السوداني الكريم منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان ومازال، عبر هذه الحرب الممتدة الطويلة والتي توزعت علي مراحل، قطعا ليست مصادفة ولا نتيجة مجموعة من المصادفات والأخطاء البريئة إن صح التعبير أو غير المقصودة أو المتعمدة. بل الكل بات مدركا أنها أمر معد ومخطط له بدقة مدروسة وتنفذ بكل احترافية.
مايقف خلف هذه الأحداث في بلادنا قطعا جهات تحترف الإجرام وتتخصص في صناعة وإنتاج الجريمة من أجل أهداف كبيرة تسعي هذه الجهات لتحقيقها منها. وهي من المؤكد جزء من غرفة عالمية تعمل علي نسق واحد وتنسيق من أجل هذه الأهداف والتي من أهمها الوصول الي السلطة والسيطرة والتحكم علي الشعوب بغرض حكم هذه الشعوب واستغلال مواردها ومقدراتها والإبقاء عليها تابعة خاضعة ومنقادة. تستعمل هذه الجهات عدة وسائل وأدوات من أجل تحقيق أهدافها وإحكام قبضتها علي العقول وغسل الادمغة وتزيف الحقائق عبر جملة من الوسائل والتي من ضمنها الحروب وصناعة الأزمات الاقتصادية والكوارث والمجاعات بكل ماتحمل هذه الوسائل من موت ودمار وتشريد وعنف.
الحرب التي نعيش تفاصيلها الان بإمتداداتها التاريخية والمناطقية وتنقلها وتطوراتها وتحوراتها وكل إجرامها هي قطعا نتيجة هذا التخطيط والتنسيق والترتيب وذات الإجرام خلفها .
ومن يتحمل وزر هذه الجرائم كلها الآن وفي المقام الأول هو من قدم هؤلاء الاوباش القتلة للشعب السوداني وضربه علي قفاه بأن يقبلهم بينه واجبرهم علي التعايش معهم كسرطان في جسده علي الرغم من الرفض الكبير لهم والمعاناة من جرائمهم وهم جزء من حكومة الإنقاذ بشرعية أنقاذية أكثر من شرعية نظام الإنقاذ نفسه في فترة ما والي الآن.
قطعا لن ينسى هذا الشعب تاريخ هذا الإجرام المنظم وهؤلاء المجرمين المحترفين والتي امتدت جرائمهم تغطي حقبة سوداء من حقب تاريخ هذا الشعب الأعزل المضطهد لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان غطت فيه وحشية هذا الإجرام كل السودان وطالت كل مكوناته غربا وشرقا شمالا وجنوب ولم تستثني احد. وتفوقت علي كل ماعداها من حروب وجرائم وأزمات تعرض لها هذا الشعب عبر التاريخ بل تفوقت حتي علي حملات الدفتردار الانتقامية في العهد التركي المصري علي شعوب الوسط والشمال. وكانت نتائجها كارثية علي الشعب السوداني والدولة السودانية والتاريخ والجغرافية عبر التاريخ فحرب الجنوب التي تعالت السنتها كأكثر من اي وقت مضى وفقد فيها الشعب السوداني خيرة ابنائه وانتهت بعد مايقدر بأكثر مليون قتيل بفصل الجنوب عن الشمال في اغبي واشرس واعنف حرب تمر علي تاريخ البشرية الحديث. كانت من مخططات هؤلاء المجرمون لتنتقل الحرب الي دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ولا تنتهي حتي قيام ثورة ديسمبر المجيدة ضد نظام الإنقاذ.
مسألة أن يسعي البعض الآن الي إنكار حقيقة صناعة هذا الإجرام ومن وقف خلفه ومن وظفه لخدمة أجندته واستعمله ويستعمله كعصا غليظة في وجه الشعب السوداني سواء كان عن طريق القمع والإرهاب للخصوم السياسين أو الحزبيين الاختلافات الأيديولوجية والمذهبية في لحظة ما وفترة ما او عن طريق إفتعال المواجهات القبلية والعنصرية والمجموعات المسلحة وحركات النهب المسلح والمليشيات أو عن طريق قمع الثوار وقتلهم علي طول خط مواجهة الشعب السوداني نظام الإنقاذ في محاولاته للفكاك من نظامهم القاتل وحكمهم الجائر وسلطانهم الغاشم. اوعن طريق الانقلابات وإعلان الحرب الشاملة علي كافة الشعب السوداني في كل مدنه وبوادية وقراه بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة.
ومحاولات هذا التنظيم الإرهابي المجرم المتخصص في صناعة الموت وإنتاج المجرمين والإرهابيين والقتلة طمس هذه الحقائق وتزييف واقع الأشياء وتجريم السودانيين وثورة الشعب السوداني المجيدة في ديسمبر العظيم بحجج خرقاء وغبية لالصاق التهم بآخرين سعيا وراء المكاسب السياسية والتمكين وخداع الشعب السوداني من اجل استطالة فترة حكمه وإستعماره والركوب علي ظهره وإحكام إكمال خديعته من أجل الإبقاء علي هذا الحكم والسيطرة علي عقول الكثيرين من أبنائه وخداعهم من أجل إخاضعهم لاطول مايكون.
قطعا ممارسات التزييف والخداع التي تخصص بها هذا التنظيم وبرع فيها واحترفتها مجموعات. لن تنطلي علي الشعب السوداني ولا علي وعي ابناءه الشرفاء وستفشل وترتد عليهم.
فالشعب السوداني الان يعرف أعدائه أكثر من أي وقت مضى. وهذه الحرب التي هي ضد الشعب وضد أفراد وقيادات قوات شعبه المسلحة الشرفاء ومن أجل القضاء عليها أو اخضاعها هي الأخري لارادة جماعة مجرمة إرهابية محترفة تسعي للوصول الي التمكين في السلطة والحكم عن طريق القهر والخداع والمكر وتزييف الواقع والوقائع وإرهاب وتضليل الناس. ومن تعتبره هذه الجهات خصوم و اعداء ممثل في كل ماعداهم حتي لو كان الجيش المؤسسة القومية الوطنية التي تمثل كل الون الطيف السوداني وشعبه الابئ. او الأجهزة الأمنية القومية الوطنية أو حتي الشعب السوداني الكريم الحر الشريف.
حيث كانت هذه الحرب ضد الجميع من أجل إخضاع الجميع. وعن طريق غسل ادمغة العامة من الشعب السوداني عن طريق مجموعات وجيوش من الذباب والغوغاء وانصاف المتعلمين والفاقد التربوي والمتزلفين المنتفعين والمرتزقة الذين يقتاتون علي بقايا موائد اللئام والقتلة.
ويستخدمهم هذا التنظيم الإجرامي لهذه المهمة الوضيعة مهمة تزييف الحقائق والواقع وغسل الادمغة وتحوير الحقائق من أجل السيطرة والتحكم والاستغلال وتوجيه الرأي العام نحو الأكاذيب والضلالات وإقناعه بها.
الأربعاء ٢ أبريل ٢٠٢٥م.