قراءات في المشهد السياسي والعسكري.
بابــكر القاســم
المراقب لطبيعة الأوضاع في السودان يلاحظ عددا من المتغيرات في الآونة الأخيرة قد طرات على المشهد العام في مساريه العسكري والسياسي.
عسكريا.. اعتقد ان مسألة تأخر تحرير الفرقة السادسة مشاة الفاشر ربما هي عامل وقت أو تكيك خاضع لتقديرات ميدانية في كابينة القيادة لدى الدعم السريع.
في المقابل تشهد الخرطوم وقبلها ولايات سنار والجزيرة إعادة ترتيب أوراق عسكرية استراتيجية وتموضع وانتشار وسيطرة بشكل وأسلوب مختلف عما الفناه..
خطاب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو الاخير، كان مختلفا شكلا ومضمونا إذ جاء متسقا مع مايجري، خطوات تنظيم، عمليات إحماء وتسخين، ترتيب وربما مفاجآت كفتح محاور أو جبهات لم تكن في الحساب مثلا..
في الاثناء تتدفق الأخبار الدعائية السوداء والرمادية في كل وسيط من قبل الآلة الإعلامية للعدو سممت الأجواء بتلك الأكاذيب وشوهت أفكار بعض الناس وكان ذلك مقصودا بغرض التأثير على مواقفهم وتوجهاتهم.
سياسيا وفي عز هذا الصراع العسكري المحتدم تتمخض الأجواء السياسية لإستقبال أحداث موازية نتاجا لما يجري على الارض،المناورات السياسية لقائد الجيش البرهان الهدف منها تسويق الإسلاميين لمرحلة جديدة من جهة، ومغازلة تقدم من جهة أخرى للوصول لتناغم، مستمدا ذلك مما يجري على أرض المعركة إن لم يكن واهما أو موهوما.
عمل الإسلاميين أيضا على شق أو التأثير في البنية الأساسية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعروفة إختصارا بتقدم، إلا أن ذلك ليس شرا بل خيرا كثيرا.
الحراك السياسي الساعي لتشكيل حكومة مدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع عمل ممتاز تطوقه تحديات وظروف كفيلة بأن تحدد مسار الاشياء.
الحراك الإقليمي لاسيما مواقف الاتحاد الإفريقي تؤكد أن كل شيء يسير بترتيب وينتظر لحظة النضج..
نجاح الحكومات المزمع تشكيلها هنا وهناك مرتبط بالتطورات الميدانية في كل نطاق، عليه سيراقب الشعب السوداني والعالم ما ستفصح عنه الأيام القادمة من شر أو خير!
