المقالات

تحول السودان إلى معسكر كبير للنزوح.. هل تكون “جنيف” المعترك الأخير!

كتبت: سوما المغربي
نعم تحولت البلاد إلى معسكر كبير للنزوح فالجوع والمرض وخريف معلوم ماذا يفعل بالسودانيين كل عام دون وجود حرب فما بالك بالفرار من ويلات الحرب وقسوتها إضافة لكل ما سبق، كل هذا العناد للشعب السوداني ممتد عبر حقب طويلة عايشتها أقاليمه المختلفة من عزل لمناطق ترزح تحت التخلف وغياب مقومات الحياة الأساسية إلى بلدات وقرى تحترق بنيران الفتن والمظالم والبراميل المتفجرة حتى، وبعد أقاليم دارفور والنيل الأزرق وقد طالت الحرب وسط البلاد وعاصمتها الخرطوم، التي كانت ملجأ النزوح لأهل الأقاليم المنكوبة، يحاولون فيها التعافي وبدء حياة جديدة وعلهم يجدون مستقبل لأبنائهم حتى إن سكنوا أطراف العاصمة وامتهنوا مهن هامشية علها تكون سبل عيش لهم توفر لهم سد الجوع بجانب الكرامة.
وخلال مسيرة في خدمة من خلال منظمات العمل المدني قابلت عدد كبير ممن فروا من ويلات الحروب والنزاعات ووصلوا العاصمة الخرطوم بشق الأنفس ليقطنوا فيها بمعسرات نازحين من مختلف المناطق، من بينهم سيدة تحمل العديد من الأطفال تلوذ بهم من معاناة الفقر وتحتمي في المساعدات الإنسانية المقدمة من المانحين الدوليين، فسألت سؤال كان في وقته وقبل الحرب لا يشكل هاجس وقد قالت لي :(نحن جينا من النيل الأزرق عشان نقدر نعيش هنا لكن الحرب كان قامت هنا نمشي وين تاني؟) وقتها طمأنتها ان الأمان موجود، ولكن جاد اليوم وجاءت الحرب التي اجبرت الجميع على النزوح وخوض هذه الرحلة بمشقاتها ابتداء من أصحاب المنازل الفارهة والعيش الرغيد حتى معسكرات كانت تحيط بولاية الخرطوم من جهة سوبا جنوبا وشرق النيل شرقا أمدرمان غربا، ولا يدري عنها الناس شيئا ولا حتى الدولة تهتم لرعايتها وتوفير حياة كريمة لها، واليوم أحول سؤال هذه السيدة ليجيب عليه من أشعل هذه الحرب ولا يهتم بشدتها على هذا الشعب ولا يريد الوصول لسلام ينهي معاناة الكثيرين، وهم يرفضون، يتعنتون رفضهم لكل مسعى للسلام ووقف إطلاق النار، ولا يهمهم أن تصل مساعدات للمتأثرين بويلات الحرب اللعينة التي مازالو يريدون استمرارها واليوم راحت الأخبار بعدم توصل وفد البرهان لإتفاق في جدة مع المبعوث الأمريكي في إجتماعاتهم، مما يعني ربما فشل جنيف في منتصف أغسطس وعدم حضور وفد البرهان واستجابته للمساعي الدولية ودعوات الحوار لوقف الحرب، فماذا انتم فاعلون أيها المجتمع الدولي؟
سيظل ديدن البرهان ونظامه المرافق له أن الشعب آخر أولوياته وإن نزح ومات جوعا ومرضا فعلى المجتمع الإنساني الدولي تقرير وإنفاذ ما يتناسب مع كل هذا الصلف والتعنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى