خطاب إلى القيادة الشجاعة لقوات الدعم السريع
بقلم/ الصديق المريود
أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية
21 مارس 2025
السيد الفريق أول الأمير محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع
السيد الفريق أول الفارس عبد الرحيم حمدان دقلو، القائد الثاني لقوات الدعم السريع
السادة جميع القادة والأبطال بلا استثناء.
السادة الحلفاء و داعموا القضية بلا استثناء.
تحية إجلال وصمود،
نخاطبكم اليوم وقلوبنا عامرة بالإيمان بقضيتنا، رغم مرارة فقدان القصر الجمهوري، الذي أصبح كالغصة في الحلق. لكننا نعلم أن الحرب سجال، وأن الأيام دُوَل، فكما قال العرب قديمًا:
“إذا كنتَ في كل الأمور معاتبًا
صديقَك لم تلقَ الذي لا تُعاتبه”
المعارك ليست نهاية المطاف، بل هي محطات في طريق طويل، واليوم قد نخسر موقعًا، لكننا لم نخسر الإرادة، ولم تهتز عزائمنا. فالتاريخ مليء بالدروس التي تؤكد أن الانتصارات العظيمة تأتي بعد التحديات الجسام. ألم ينسحب خالد بن الوليد تكتيكيًا في معركة مؤتة ليعود أشد قوة في المعارك التالية؟ ألم يتراجع صلاح الدين في بعض المواقع، لكنه أنهى الحروب بنصر خالد في حطين؟
القصر ليس النهاية، والحرب لم تُحسم بعد.
الحرب كَرٌّ وفَرٌّ، والمبادئ لا تُهزم
نعلم أن هناك من يتربص بنا، ويظن أن تراجعنا اليوم يعني نهاية القضية، لكنهم واهمون، فكما قال المتنبي:
“إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومِ
فلا تقنعْ بما دونَ النّجومِ”
لم يكن صمود قوات الدعم السريع مجرد معركة عابرة، بل كان ملحمة من البطولة والتضحية. لم نكن البادئين بالغدر، بل صمدنا في وجه المؤامرات، وواجهنا الطعنات من القريب قبل البعيد. لم يكن القصر مجرد موقع استراتيجي، بل رمزًا للصمود لعامين، وحين اضطرتنا الظروف للتراجع، لم يكن ذلك ضعفًا، بل خطوة تعبويّة مدروسة.
كما قال نابليون بونابرت:
“يمكنك أن تخسر معركة، ولكنك لن تخسر الحرب ما دمت تؤمن بالنصر.”
رسالة إلى الأبطال في الميدان
إلى رجال الميدان، إلى الأشاوس الذين سطّروا ملاحم البطولة في كل شبر من أرض الوطن، لا تدعوا فقدان القصر يهزّ قلوبكم، فأنتم من صنعوا المجد، وأنتم من صمدوا حيث لم يصمد غيركم. فالحرب مستمرة، والنصر لا يُقاس بموقع، بل بالإرادة والقدرة على النهوض من جديد.
فكما قال عنترة بن شداد:
“قد يعشقُ المرءُ من لا مالَ في يدِهِ
ويكرهُ القلبُ من في كفِّهِ الذهبُ”
نحن لا نقاتل لأجل سلطة زائلة أو مال فانٍ، بل من أجل قضية عادلة، من أجل الكرامة والحرية. لا تلتفتوا إلى حملات التضليل الإعلامي، فالتاريخ يُكتب بالنار والدم، وليس بالكلمات الزائفة.
الرسالة إلى القادة
السيد الأمير القائد محمد حمدان دقلو،
السيد القائد الثاني عبد الرحيم دقلو،
السادة جميع القادة والأبطال بلا استثناء،
السادة الحلفاء وداعمو القضية،
أنتم صمّام الأمان، وأنتم الأمل في هذه المعركة، وما زلنا على العهد والميثاق، لا نعرف التراجع، ولا نرضى بالهزيمة. سنعود أقوى مما كنا، وسنواصل المسير حتى يتحقق النصر المبين.
“أما النصرُ فوقَ العلا والنجاحُ
وإما فموتٌ يغيظُ العِدا”
قدام… لا تراجع، وكما قلتم سابقًا: “إما النصر أو الشهادة.”
الصديق المريود
أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية
21 مارس 2025