محمد عبدالله: مجازر “الكنابي” جريمة ضد الإنسانية .. وبيان الجيش إهانة للعدالة.!!

زاجل نيوز: وكالات-
أدان الأستاذ محمد عبدالله، القيادي والسكرتير مكتب مالك عقار السابق، بأشد العبارات ما وصفه بـ”الممارسات الوحشية والانتهاكات الجسيمة” التي ارتكبتها قوات الجيش السوداني بحق مواطنين عُزل في “الكنابي” بولاية الجزيرة، وأكد أن هذه الجرائم، التي شملت القتل خارج القانون والتعذيب الوحشي والانتهاكات الجنسية، تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والقيم الأخلاقية.
ووصف محمد عبدالله، الأحداث بأنها مجازر موثقة بالصوت والصورة تُظهر حجم المأساة الإنسانية التي تعرض لها مواطنون ينتمون إلى مجموعات سكانية من إقليم دارفور، وأشار إلى أن هذه الجرائم تعكس توجهات انتقامية وعنصرية، تستهدف مكونات محددة من المجتمع السوداني بذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع.
وقال: “ما شهدناه ليس مجرد انتهاكات فردية، بل هو اعتداء وحشي يمارس بعنصرية ممنهجة تُظهر حقدًا دفينًا لدى قادة الجيش ضد مكونات بعينها، وهو ما يُمثل إهانة لكرامة الإنسان السوداني، وتهديدًا للوحدة الوطنية والقيم الإنسانية التي تجمع الشعب السوداني.”
انتقد محمد عبدالله “بيان” الجيش السوداني بشأن الحادثة، ووصفه بـ”المخجل والمهين”، معتبرًا أنه يعكس تنصلًا واضحًا من المسؤولية، وأوضح أن الأدلة الدامغة، بما في ذلك مقاطع الفيديو المنتشرة، تُظهر تورط قادة عسكريين في إصدار أوامر مباشرة بعدم الإبقاء على الأسرى احياء، بل قتلهم وارسالهم (الي السماء ذات البروج)، وأضاف: “تحت إمرتهم تعمل المليشيات والكتائب الإسلامية، وتصرفاتهم تمثل تصرفات الجيش السوداني بأكمله، وهو المسؤول الأول والأخير عن هذه الجرائم.”
أكد محمد عبدالله، أن هذه الممارسات ليست استثناءً، بل تمثل انعكاسًا لتوجهات انتقامية خطيرة تُدار بذهنية لا تراعي حرمة الحياة أو كرامة الإنسان، وأشار إلى أن استمرار مثل هذه الجرائم يهدد وحدة النسيج الاجتماعي السوداني ويدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل البلاد.
ودعا المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى التدخل العاجل لوقف هذه الجرائم وحماية المدنيين، مؤكدًا أن الصمت الدولي يزيد من معاناة الشعب السوداني.
وفي ختام حديثه، استنكر محمد عبدالله، صمت بعض الأطراف والمجموعات الداعمة للجيش السوداني، والتي طالما دعت إلى الدفاع عن حقوق الشعب، لكنها التزمت الصمت أمام هذه المجازر أو بررت لها، وقال: “إنسانيتنا لا تعرف الانحياز، ولا يجوز التمييز بين الضحايا بغض النظر عن الأطراف المتورطة، فهذه الحرب المدمرة ليست سوى مأساة يدفع ثمنها الأبرياء.”
وطالب محمد عبدالله، المؤسسات الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، داعيًا إلى محاسبة كل المسؤولين عن هذه الجرائم وفقًا للعدالة الدولية، وختم بالقول: “إن الشعب السوداني بحاجة إلى تدخل حاسم لإنهاء هذه الحرب العبثية التي دمرت أرواح الأبرياء، وأرهقت البلاد.”